بلدية حارة حريك لـ "الضاحية": الدولة بموت سريري والبلديات تتصدى .. هذا ما نفعله لتيسير أمور الناس
بعد ما عرضنا في الجزء الأول من سلسلة "الضاحية يستطلع أحوال البلديات" مصادر التمويل التي تستوفيها مباشرة من القاطنين ضمن نطاقها أو من الدولة، ندخل في الجزء الثاني في تفاصيل أكثر حول بلدية حارة حريك.
موقع "الضاحية" أجرى مقابلة مع نائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم فبدأ حديثه بوصف واقع يدركه كل اللبنانيين جيداً "انهيار مؤسسات الدولة" وهو الأمر الذي انعكس على الواقع البلدي، وقال "الدولة استقالت من واجباتها وبحالة موت سريري ووضعت البلديات وجها لوجه مع الرأي العام".
يشرح حاطوم ان الدولة لم تدفع للبلديات مستحقاتها من الصندوق البلدي المستقل المستحقة لمدة سنتين، كما أنها لم تدفع أيضا مستحقات البلدية المتوجبة من اشتراكات الهواتف "أوجيرو" منذ العام 2019. وفي حين أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، أنّ عائدات عام 2021 وقيمتها 650 مليار ليرة أصبحت موجودة في المجالس المحلية، وحددتها وزارة المالية، وقريبًا جدًا ستوزع على البلديات من الصندوق البلدي المستقل، أكد حاطوم أن أياً من هذه الأموال لم تصل بعد!
معضلة آخري تواجه البلديات عموماً وهي الرسوم التي تتقاضاها الدولة المتوجبة للبلدية، فتدفعها على سعر أقصاه 15 ألف ليرة في حين أنها دولرت كل أسعارها. ولفت حاطوم إلى أن هذه الموازنة التي تصل أصلاً إلى البلديات تفقد قيمتها المادية يوماً بعد آخر مع كل "طلعة" للدولار، مضيفاً "الدولة بتحولن بالتقسيط ومش دفعة وحدة".
وعن مصادر التمويل التي تحصل عليها البلدية، يتحدث حاطوم عن نسبة تجاوب سكان حارة حريك في دفع "رسوم البلدية" وتصل نسبتهم الى 45%، مشيراً إلى أن رخص البناء متوقفة منذ عام 2018، أما التسويات فهي خفيفة جداً ونسبتها ضئيلة في نطاق البلدية.
أما ميزانية البلدية الشهرية فمقسمة على الشكل التالي:
أولاً: 55% منها رواتب يتقاضاها الموظفون وفق ما تحدده الدولة (7 رواتب) إضافة إلى 450 ألف يوميا كلفة نقل، علماً ان الدولة عندما اقرت زيادات للموظفين لم تلحظ دعم مادي اضافي للبلديات.
ثانياً: 15% محروقات لتشغيل مرافق البلدية في ظل غياب كهربا الدولة.
ثالثاً: 15% من موازنتها تذهب للصيانات والمعالجات الطارئة التي لا تمكن تأجيلها.
اما النسبة المتبقية وهي 15% فهي لبعض اعمال البلدية الاخرى وغالباً لا تكون كافية لأي عمل استراتيجي او تطويري ضمن نطاقها.
وفي هذا السياق، يلفت حاطوم إلى أن البلدية تساعد شركة "سيتي بلو" في جمع النفايات وتؤمن من الجهات الداعمة خصوصاً العمل الاجتماعي في حزب الله، مساعدات ضرورية لإصلاح أعطال كبرى لا يمكن تأجيلها تفوق قدرة البلدية. ولذلك، نرى أن أعمال التزفيت في نطاق البلدية تقتصر على "جورة" أو "ترقيع".
بالمقابل يشيد حاطوم بجهود عمال البلدية رغم ظروفهم الصعبة، فلم تشهد احياء حارة حريك خلال الشتاء فيضانات أو أعطال في البنى التحتية، أو انخساف في الطرقات.
ولدى سؤال بلدية حارة حريك حول الإجراءات التي يمكن القيام بها كبلدية لاستيفاء مزيد من الرسوم مقابل تقديم المزيد من الخدمات، أكد حاطوم أن المجلس الحالي يعرف أحوال الناس المادية ولا يسعى لتحميلهم أعباءً إضافية. فيما تسعى البلدية إلى الاستفادة قانونياً من عقود الايجار الجديدة للمطاعم والمؤسسات التجارية الربحية.
يختم حاطوم حديثه لموقع "الضاحية" كل زيادة في رسوم البلدية تسد ثغرة في الموازنة والهدف تشغيل المرافق العامة، وابقاء المستوصفات والمرافق الصحية والثقافية والعلمية والترفيهية مفتوحة أمام الناس بأسعار مخفضّة، اضافة الى استقدام خبرات جديدة وصيانة المعدات فلا تتوقف أعمال البلديات و"تحصل الكارثة".
ترقبونا في الجزء الثالث من سلسلة "الضاحية تستطلع أحوال البلديات" حول بلدية برج البراجنة...