جديد الموقع

هل استعدّت بلديات الضاحية للأمطار والسيول؟

استبقت بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت موسم الأمطار بسلسلة من الإجراءات لمنع غرق الطرقات بالمياه، وانسداد قنوات ومجاري الصرف في الشوارع المعرضة والتي تتأثّر عادة بالسيول للحيلولة دون تحوّلها إلى مستنقعات.

للاطلاع على هذه الإجراءات كانت جولة لموقع "العهد" الإخباري على رؤساء بلديات الضاحية الجنوبية، أكدوا خلالها أن الورش الفنية في بلدياتهم قامت بواجباتها قبل حلول موسم الأمطار منعًا لانسداد المجاري وفيضانات الشوارع بالمياه.

وأجمع رؤساء بلديات الغبيري وبرج البراجنة والمريجة وحارة حريك على أن بلدياتهم نفّذت حملات مُتتالية لتنظيف مجاري وقنوات الصرف للحيلولة دون إغراق الشوارع بمياه الشتاء.

الغبيري: ورش التنظيف لا تتوقّف

رئيس بلدية الغبيري معن الخليل أوضح في حديثه لـ"العهد" أن تنظيف شبكات الصرف هو عمل مستمر في بلديته على مدار السنة، وورش الأشغال في البلدية تقوم بتنظيف المجاري، والأقنية تُفعّل عملها مع بداية فصل الصيف، وتقسم عمليات التنظيف على مرحلتين الأولى يدوية يتم خلالها إزالة الأتربة والأوساخ المتجمعة داخل "الريغارات"، والثانية عبر ماكينة "الأكواتاك" ويتمّ عبرها تنظيف المجاري والخطوط عبر الضغط العالي.

ولفت الخليل إلى أن عمليات تنظيف الشوارع الداخلية هي على عاتق البلدية، أمّا في الشوارع الرئيسية والعامة فهي على عاتق وزارة الأشغال، التي جرت العادة لديها تلزيم عمليات التنظيف في الشهر الـ12، ولذلك لا تنتظر بلدية الغبيري هذه التلزيمات بل تقوم بهذه الأعمال نيابة عن الوزارة، وعندها يأتي المتعهّد ويأخذها كما يقولون "خالصة".

وعن الفيضان الذي حصل خلال الشتوة الأخيرة في محلة الرحاب، أوضح الخليل أن ما جرى كان بسبب رمي النفايات والأوساخ على الطرقات وإقدام بعض أصحاب المحلات التجارية على سد مصافي المياه بقطع كارتون وغيرها لاستغلال المساحات أمام محلاتهم فضلًا عمّا تطيّره الرياح من على أسطح المباني أو على الخيام وما تحمله المياه الجارية معها من أوساخ ونفايات.

وشرح الخليل كيفية تجمّع المياه عند نقطة الرحاب، حيث تنحدر هذه المياه من جهة الطريق الجديدة، والحي الغربي للمدينة الرياضية، وتصبّ في أدنى نقطة وهي الرحاب، ورغم ورشة التنظيفات التي قامت بها بلدية الغبيري ورغم أن قساطل الصرف هي من المقاسات الضخمة 900 ملم و1200 ملم، إلّا أن المياه تجمّعت وشكّلت فيضانًا عند نقطة الرحاب، حيث قامت ورش البلدية فور هطول الأمطار بعملية إزالة قطع الكارتون والنايلون والموكيت الموضوعة على شبكات المصافي، ما سمح بتصريف المياه بسرعة.

وحمّل الخليل أصحاب المحال التجارية مسؤولية ما جرى، محذّرًا من أن البلدية قد تلجأ إلى فرض غرامات كبيرة وغير عادية على المخالفين، مثل وضع إشارة على المبنى أو المنزل الذي يرمي نفايات في الشوارع أو المحل التجاري الذي يسد مصافي الأقنية، وحجز السيارة التي ترمي أوساخًا في الشوارع.

ووجّه الخليل عبر "العهد" دعوة للمواطنين تمنى خلالها عليهم أن يكونوا يدًا واحدة مع البلدية خاصة في ظل ضعف إمكانيات الدولة أو البلدية، والتعاون لمنع انسداد مجاري الصرف.

برج البراجنة: لا فيضانات في شوارعها

من جهته، لفت رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور إلى الورش التي تقوم بها البلدية سنويًا لتلافي الأضرار والفيضانات الناتجة عن الأمطار كالتي نشاهدها في كل المناطق اللبنانية.

وقال منصور في حديثه لموقع "العهد": "هناك تعميم في الضاحية على جميع البلديات بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع حصول فيضانات في الشوارع، مشيرًا إلى أن بلدية برج البراجنة كرّست كل عملها لتنظيف المجاري وأقنية الصرف وإزالة النفايات منها لمنع انسدادها وتأثّرها بالشتوات الكبيرة".

ولفت منصور إلى أن منطقة برج البراجنة لم تشهد أيّ انسداد أو فيضان في أيّ من شوارعها خلال الشتوتيْن الأخيرتيْن، حيث "لم نشهد أيّ مشكلة تذكر على الإطلاق وهذا نتيجة المتابعة".

وأشار إلى الحملات الإعلامية والإعلانية التي تقوم بها بلدية برج البراجنة عبر تعليق اللافتات في الشوارع لتوعية الناس على ضرورة الحفاظ على نظافة الطرقات والامتناع عن رمي النفايات فيها.

بلدية المريجة: نقوم بما علينا من عمليات تنظيف

بدوره، شرح رئيس بلدية المريجة سمير بو خليل ما قامت به بلديته استباقًا لموسم الأمطار، وقال في حديث لموقع "العهد": "نحن قمنا بإجراءات استباقية لمنع انسداد المجاري وصرفنا مئات الملايين من الليرات، لذلك، والحمد لله لم يحصل أيّ انسداد أو فيضان أو أضرار خلال الشتوتيْن الأخيرتيْن".

وأضاف: "نحن وكما كل سنة نقوم بحملات استباقية لموسم الأمطار تبدأ من شهر أيلول، وتشمل تنظيف كل المجاري والأقنية".

حارة حريك: فصْل مجاري الصرف الصحي عن مجاري مياه الأمطار

بدوره أكد رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد أن الفرق الفنية في البلدية تقوم بحملات تنظيف المجاري اعتبارًا من منتصف شهر آب أو أوائل أيلول، من كل سنة، وتستمر حتى نهاية فصل الشتاء.

وقال في حيث لموقع "العهد": "الحمد  لله لم يحصل أي شيء عندنا جراء الشتوة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن فرق الأشغال تُستنفر خلال موسم الأمطار على مدار الساعة لتكون حاضرة لأيّ طارئ أو خلل.

من جهته، اعتبر نائب رئيس بلدية حارة حريك أحمد حاطوم في حديث لموقع "العهد" أن الشتوة الأولى تكون بمثابة مؤشر على مدى جهوزية واستعداد شبكات الصرف، وقال: "نحن من البلديات التي تفصل مجاري الصرف الصحي عن مجاري مياه الأمطار بنسبة 95 %".

وأشار حاطوم إلى أن بلدية حارة حريك تواجه بعض المشاكل عند حصول متساقطات بكميات كبيرة أو غير اعتيادية، حيث تجرف المياه بعض الأوساخ أو الأوراق إلى مصافي المجاري وتتسبب بإعاقة تصريف المياه، مما يضطر دائرة الأشغال في البلدية للبقاء على أهبة الاستعداد للتدخل.

ولفت حاطوم إلى "مشكلة جديّة" في نطاق بلدية حارة حريك، تتمثل بمن وصفهم بـ"النباشين"، موضحًا أن هؤلاء يقومون بنبش النفايات من مستوعباتها في المكبات ونشرها على الطرقات وتركها مبعثرة، ما يتسبب بجرفها في حال حصول أمطار، إلى مصافي الصرف ما يعيق عملية تصريف المياه.

وكشف حاطوم أن بلدية حارة حريك قامت باعتقال هؤلاء أكثر من مرة واحتجازهم، إلا أن أحدًا لم يسأل عنهم، ما اضطر البلدية بالتالي إلى إطلاقهم دون اتخاذ أي إجراء في حقهم من قبل الجهات الأمنية المختصة.

وشدّد حاطوم على ضرورة التعاون والتكاتف بين البلدية والمواطنين لمنع حصول أي مشكلة أو معالجتها في حال حصولها، مؤكدًا أن تقاذف المسؤوليات لا يعالج مشكلة السيول أو النفايات.

وختم حاطوم مؤكدًا أن بلدة حارة حريك تواكب وبشكل دائم وحثيث موسم الأمطار، ولذلك لم تحصل والحمد لله أي مشكلة أو فيضان خلال الشتوة الأخيرة.

إخترنا لك

مادة إعلانية

الأكثر زيارةً

Script executed in 0.014686107635498