"عيد العمال" للجميع إلا العمال .. عطلة للقطاع العام ودوام بانتظار الرواتب للقطاع الخاص
موقع "الضاحية"
عندما اقر لبنان "عيد العمال" في يوم الاول من ايار من كل سنة، كان مقرراً ان يكون يوماً تكريماً للجهود مبذولة طوال العام. في هذا اليوم يحظى العاملون، بحسب مفهوم العيد، بيوم تغيّب مقونن مدفوع الاجر، لكن الواقع الاقتصادي القائم حالياً الغى مفهوم العطلة لشريحة كبيرة من اللبنانيين، ليقتصر الامر على موظفي الدولة والشركات الكبرى والمصارف والمدارس الرسمية والخاصة.
بالمقابل جلّ المحلات التجارية الخاصة (الكبرى والصغرى) تعمل اليوم بشكل طبيعيّ، بدءاً من الافران التي فتحت ابوابها باكراً مروراً بالتعاونيات والميني ماركت وشركات النقل ومحلات الميكانيك وقطع السيارات والهواتف والالبسة والاحذية والاستديوهات والمطاعم، وغيرها. في الضاحية الجنوبية لبيروت، العيد اقتصر على شريحة قليلة من العمال، اما موظفو القطاع الخاص ففي اعمالهم، فرحون بقدوم الاول من ايار للحصول على رواتبهم الشهرية!
الاسواق في الضاحية الجنوبية لبيروت بدت اليوم كأي يوم في السنة، العمال حضروا بشكل طبيعيّ الى اعمالهم. كل بيانات التهنئة ما خففت عنهم عبئ ومشقة يوم عمل عاديّ، لا عيدية ولا عطلة ولا قانون اجازات لحماية الموظفين يلتزم به اصحاب المصالح. القانون الوحيد السائد "اعمل لتأكل" ولمن هم دون حرفةٍ او صنعة "ما بدك تشتغل فلّ".
في عيد العمال، لا يحتاج الموظفون لأكثر من استقرار وظيفيّ وراتب يكفي الحدّ الادنى من الخدمات. لا يسعى هؤلاء الى دولرة رواتبهم او رفعها، فكل رفع يقضمه التضخم، والراتب زائلٌ لا محالة. ما يطلبه العمال في عيدهم تحمل الدولة مسؤوليتها في تأمين خدماتهم الاولية من طبابة ومدارس وكهرباء واتصالات بأسعار مدعومة، او بما يتناسب مع رواتبهم. فهم تدبروا كيف يخففون باقي الخدمات للحد الادنى وتأقلموا مع نمط طعام وشراب يتوازن مع الراتب لا مع غذاء متكامل.
في عيد العمال لا يحظى العمال بأي عيد. إنه يوم عمل طبيعيّ للقطاع الخاص، اما القطاع العام بأغلبهم بدأوا عيدهم قبل اشهر مع بدء اضرابهم المفتوح والعمل بالحد الادنى من الموظفين.
في عيد العمال لا يحظى العمال بأي عيد. فلا ضير اذن من معايدة معنوية بحت، يشعر بها العاملون وهم في اشغالهم اليوم ان احداً ما تذكرهم بيوم لا يختلف عن نظائرة كثيراً. فكما جرت العادة في رسائل المعايدات والتهنئة .. من موقع "الضاحية" للعمال بعيدهم كل عام وانتهم بألف خير.
