جديد الموقع

حملة على حجاب مراسلة "MTV" .. بروتوكول الصحافة وضوابط السفارة الايرانية

خاص موقع "الضاحية"

مساء الجمعة الماضي، ظهرت مراسلة قناة "MTV - أم تي في" جويس عقيقي بالحجاب خلال تغطيتها المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في مقر السفارة الايرانية. الأمر الطبيعي جداً في عالم الصحافة واتباع بروتوكول المهنة، بدا مستهجناً وغريباً جداً للبعض.

حملة شرسة بدأتها منذ تلك الليلة وحتى صباح اليوم، بعض وسائل الاعلام معتبرةً ان ارتداء الحجاب "سيطرة ايرانية على لبنان" وان الامر مرفوض وان حرية الصحافة يجب الّا تقيدها اعراف او اجراءات. بالمقابل ردت وسائل اعلامية اخرى على الحملة قائلة إن الامر طبيعي جداً ومن حق القناة ان تغطي الحدث ام لا، لكن بمجرد موافقتها على حضور مقر السفارة عليها الالتزام بضوابط التغطية، ويمكن للقناة على سبيل الامثال اعتماد مراسل عوضاً عن مراسلة.

في بروتوكول العمل الصحفي، ودخول المقرات الحكومية والرسمية والدبلوماسية، يوجد ضوابط واشراط قد يجهلها البعض. اولاً وفقاً للقانون الدولي تعد البقعة الجغرافية لأي سفارة جزء من البلد الاساسي على ارض البلد المضيف. فسفارة الجمهورية الاسلامية في لبنان تعد قانوناً أرضاً إيرانية وتطبق عليها أحكام الدولة الإيرانية التي تعتبر وضع الحجاب أمراً ضرورياً.

ثانياً، يعد مقر السفارة الإيرانية أشبه بأي مقر آخر (سياسي أو ديني) ولديه الحق في فرض ارتداء زي محتشم على الزائرين فضلاً عن نوع المناسبة. وتجدر الاشارة الى منع بعض الدول ومنها لبنان الدخول الى إدارات الدولة والمقار الرسمية بالشورت أو بلباس غير لائق. حتى بابا الفاتيكان والكنائس المسيحية تشترط على مرتاديها الدخول بغطاء على الرأس وبلباس محتشم، وهو ما ظهر مثالاً في تطبيق قواعد اللباس الصارمة التي فرضت خلال جنازة الملكة البريطانية الراحلة إليزابيت. في القصر الجمهوري اللبناني مثلاً تشترط ادارة القصر على المراسلين الحضور بالزي الرسمي الكامل، ومراسلو القصر يعرفون ان هذا القرار لا تهاون فيه حتى ايام الشغور الرئاسي.

ثالثاً، لا يشكلّ الالتزام بقوانين وأعراف الجهة المضيفة أي نوع من التحقير للضيف، بل على العكس يندرج ذلك في إطار إظهاره اللباقة والتهذيب والخلق الحسن. وقد لوحظ انه خلال المؤتمر الصحفي للوزير عبد اللهيان، لم تعترض اي مراسلة على اجراء وضع الغطاء على الرأس، بل إنهّن أحضرنه معهن بشكل مسبق لعلمهن واحترامهن للأعراف الإيرانية.

رابعاً، الاعلاميون والصحافيون يعلمون ان هناك بروتوكولا للتغطية الصحافية وعلى رأسهم احترام ضوابط الجهة المضيفة. حتى تغطية المؤتمرات الصحافية في المطاعم او القاعات او الفنادق، على المراسل ان يحترم ضوابط الجهة المالكة للمكان لجهة الدخول والتفتيش فضلاً عن ضوابط الفريق المنظم للحدث.

خامساً واخيراً، من الواضح ان الحملة التي شنت للتصويب على موضوع الغطاء على الرأس له أهداف سياسية ضد زيارة عبد اللهيان لبيروت والسفارة الايرانية، حتى ان مفتعلي الحملة وقعوا في ازدواجية خطيرة في مقاربتهم لمسألة الحريات، اذ يغضون النظر عن جرائم بحق حرية المرأة والاعلام في فلسطين والعراق واليمن، وتشتعل "مشاعرهم" على بروتوكول العمل الصحفي في ايران او لبنان!

إخترنا لك

مادة إعلانية

الأكثر زيارةً

Script executed in 0.019919872283936