النساء الجنوبيات يهببن لإعداد المونة البلدية.. سمعة المونة اللبنانية الطيبة وصلت إلى الخارج لأنها ريفية مؤصلة!
هبت النساء الجنوبيات لاعداد المونة البلدية مع بداية فصل الصيف، والاسعار بالدولار، وهي أطباق باتت للميسورين لتكلفتها الباهظة والمرتفعة جدا .
لقد بدأ الصيف وبدأت معه البلدات الجنوبية تعج بأبنائها القاطنين في بيروت وبالمغتربين منهم، لقضاء العطلة في ربوع قراهم وإعداد المونة البلدية من الزراعات الصناعية التي تشتهر بها تلك القرى فدبت الحياة في تلك البلدات رغم انها هذه السنة تباع بالدولار، وهي مرتفعةالثمن قياسا على العام الماضي، نظرا لارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي.
كما ان طلاب الجامعات هم الاخرون، سواء الذين يغادرون قراهم نحو بيروت للتحصيل العلمي او الى الخارج، فان ما يمكن ان يحملوه معهم هو " زوادتهم "، وهي "المونة البلدية" والتي تتوارثها الاجيال من جيل الى جيل في عادات وتقاليد نظرا لفوائدها الصحية اولا ولانها من خيرات بلادنا وأرضنا وفي امكانها ان تحل محل المعلبات في هذه الايام لانها مصنعة من الانتاج الزراعي الجنوبي .
وقال المزارع محمد قرة علي:" ان البلدات الجنوبية في محافظة النبطية " عرفت المونة البلدية منذ أكثر من 40 سنة وبدأت مع إعداد "الصعتر" و"الفريك" و"الكشك" و"البرغل" وورق العنب، الى ان توسعت لتشمل "اللبنة" بكل انواعها والزيتون الاسود والاخضر وزيت الزيتون واليقطين ورب البندورة ودبس الرمان و"المكدوس" والملوخية والتين والعنب المجفف والمخللات وماء الورد وماء الزهر والحر والفلفل والعدس والعدس المجروش، الباميا والفاصوليا العريضة والخبز المرقوق".
وأشار المزارع قرة علي الى ان " مونة الشتاء " تبقى عصب الحياة حيث يضطر المواطنون في الجبل أيام الشتاء لعدم تمكنهم من الخروج من منازلهم بسبب الطقس العاصف فيلجأون الى ما اعدوه خلال الصيف ويبقى الذ وأطيب وهو صحي وغني بالفيتامينات ، على انها باتت مكلفة اليوم نظرا لارتفاع اسعار المنتجات اللبنانية".
بيطار
وقال رئيس مصلحة الاقتصاد وحماية المستهلك في محافظة النبطية محمد بيطار ل"الوكالة الوطنية للاعلام":"ان دورنا مراقبة الإنتاج في المصنع من أجل الصحة والسلامة العامة على المواطنين أولا، ومن أجل الحفاظ على جودة الإنتاج الزراعي المصنع من المونة البلدية التي توزع في الداخل اللبناني وفي الخارج من أجل سمعة لبنان عالميا أولا وأخيرا. ونحن نهدف من المراقبة الوصول بالإنتاج الزراعي الصناعي في الجنوب الى الجودة والسمعة الطيبة والى الان لم نر أية حالة شاذة، بل كل المصنعين يلتزمون بأفضل المعايير الصحية والجودة والسلامة العامة، ودورنا دعم الاقتصاد المحلي نحو دعم الاقتصاد اللبناني، ومنعا لأزمة تصريف، حيث نرى ان المونة البلدية مطلوبة محليا وخارجيا، لانها ريفية مؤصلة ولا تكسد انما تطلب من التجار والباعة المحليين والخارجيين .
الدقدوق
وقال رئيس نقابة تجار الخضر والفاكهة في محافظة النبطية جهاد الدقدوق ل"الوطنية": "اننا نشهد اقبالا لافتا لمصنعي الإنتاج الزراعي على شراء المنتجات الزراعية من محال الخضر في النبطية، وخصوصا البندورة والفلفل والخيار وورق العنب واليقطين والزيتون، بعد ان تراجعت أسعارها كما الباذنجان والصعتر والباميا والفاصوليا والملوخية وغيرها من المزروعات. ونحن في النقابة نشجع التجار على البيع بأسعار تشجيعية لتنشيط الدورة الاقتصادية وتزخيمها نحو الامام لتبقى النوعية والجودة عنوان المصنوعات الزراعية، ولتبقى المونة البلدية في النبطية هي المقياس والمعيار والمطلوبة بسبب جودتها ونوعيتها ولاعدادها الجيد".
ولفت الدقدوق الى "أن شراب البندورة أو رب البندورة يعتمد في صنعه على البندورة الناضجة "الحمراء"، حيث تنتشر زراعتها بكميات كبيرة في الخيم البلاستيكية قرى وبلدات الزوطرين ويحمر القريبة من نهر الليطاني وفي كفررمان حيث سهل الميذنة الغني بالتربة والمياه، وصولا الى جباع وعربصاليم وانتشار الينابيع وهي إما تكون مروية او بعلية ، وكل عشرة كيلو غرامات من عصير البندورة تنتج كيلو واحدا من رب البندورة الذي يباع في الاسواق الجنوبية ما بين 10 دولار، لان كيلو البندورة يتراوح اليوم بين 30 الفا او اقل للناضج للعصر. وهذا يتطلب وقتا وعملا متعبا ومضنيا وبالكاد يحصل الحرفيون على بدل عملهم. وهناك استيراد للبندورة من الخارج".
أسعار المونة
وحصلنا من المزارع في كفررمان عبدالله ضاهر على أسعار المونة المصنعة محليا، في قرى وبلدات الجنوب: كيلوغرام البرغل الجاهز ب 10 دولارات و"الكشك" ب25 دولارا، الصعتر الجاهز ب 20 دولارا، "الفريك" بعشرة دولارات، الباذنجان "المكدوس" ب10 دولارات، المقتي والخيار بخمسة دولارات ، السماق ب 7 دولارات ، السمسم بعشرة دولارات، اللبنة والجبنة ب15 دولارا، الملوخية ما بين خمسة وثلاثين وأربعين دولارا، البامية ما بين ثلاثين وخمسة وثلاثين دولارا، الفاصوليا العريضة، ب10 او 15 دولارا وورق العنب، ب5 دولارات وهي ارتفعت عن العام الماضي 10 مرات على الأقل.
وعن صناعة ماء الزهر والورد، يقول ضاهر:" اننا نجمع الزهر والورد ونقوم بتعريضه للشمس على سطح المنزل ثم نقوم بتقطيره بواسطة الكركة وزجاجة ماء الزهر ب 15 دولارا والورد كذلك وهو يستخدم في الحلويات .
وقال ضاهرانه يزرع الفاصوليا والباميا والملوخية في سهل الميذنة وكفررمان لغناها بالمياه، ثم نقطفها ونجمعها في أكياس وسطية بعد ان تصبح يابسة ومنهم يطلبونها خضراء يقومون بتفريزها في البراد، ونقوم ببيع الكيس الواحد ب 7 دولارات وكثيرون يشترونها للمونة وللبيع في المحال في النبطية وصيدا وبيروت او لحزمها لدى عودة المغتربين او الطلاب الى الخارج".
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام