جديد الموقع

مضائف الضاحية اكثر من ان تعدّ .. رغم الازمة الاقتصادية تتزايد يومياً (صور)

خاص موقع الضاحية

لافتاً هذا العام عدد المضائف الحسينية في الضاحية الجنوبية لبيروت. جولة سريعة على الطرق الاساسية كفيلة لتعدّ أكثر من 100 مضيف لا يتجاوز البعد بينها 100 متر. بعض الشوارع المضائف متصلة ببعضها، مشهدّ يذكرك بالمسير الى كربلاء من النجف في اربعينية الإمام الحسين (ع).

بعض المضائف ثابت على جوانب الطرقات، واخرى ينزل عشاق الحسين اليها ساعات من النهار، ينصبون خيمة صغيرة ويحملون عبوات المياه او صناديق الكيك وكعك العباس. مضائف اخرى حددت اوقات لتوزيع الاطعمة كالفطور صباحاً او وجبات الغداء ظهراً وعصراً.

المشهد هذا العام، رغم الازمة الاقتصادية يظهر حبّ اهل الضاحية للإمام الحسين (ع) واهل بيت رسول الله (ص). لكل مضيف اسمّ وهندسة فريدة، كلّها بالمجان ولولا الحرص على التوزيع للجميع لكان بإمكان ايّ فرد ان يحمّل ما شاء من المضيف. بعض المضائف لا تكتفي بالتوزيع على المارة، منهم يقترب من السيارات ويوزع عليها، يدقّ عليك النافذة ويعطيك بكمية تكفي الراكبون بداخلها، دون اذن او سؤال فالتوزيع على حبّ الحسين (ع) حتى تنفذ الكمية.

تتنوّع المضائف بين طعام وشراب وعصائر وقهوة وشاي وفاكهة وحلوة. ولو جلت مشياً على الاقدام او بدراجتك النارية او بالسيارة لكيلو متر واحد على الاقل لملأت جعبتك بطعام ومياه باردة وعصائر، وكل ما تسمعه من اهل المضيف كلمة "أعظم الله لكم الاجر".

هذه الظاهرة الكريمة الجميلة تضفي على الضاحية الجنوبية احياء مراسم عاشوراء بقوة. ورغم اننا اقتربنا من اليوم العاشر إلا ان المضائف لا تزال تزداد يوماً بعد يوم. القائمون على المضائف لم يطلبوا دعماً مالياً من أحد، كل ما في المضيف هو من بركة المساهمين او المارة وما جمعه اهل الخير طوال العام لإقامة المضيف في العشر الاوائل من شهر محرم الحرام.

بالتنسيق مع البلديات وفرق سلامة الغذاء، تلتزم مضائف الضاحية بمعايير النظافة والجودة. الطعام لذيذ وشهيّ ونظيف، وقدّ علّب بأوانٍ تراعي الحرارة والبرودة. فصاحب الوليمة هو الإمام الحسين (ع) ولا يليق ان يقدَّم الطعام بإسمه إلا بأجمل صورة.

حتى الاطفال يتسارعون الى خدمة سيد الشهداء (ع) مساهمين بالمضائف. فيحملون شنط المياه او علب الكيك ويتسابقون للتوزيع. بعض العلماء نزلوا بأنفسهم للمشاركة في اعداد الطعام او التعليب، في مشهد يفرح القلب ويؤكد ان خدمة الحسين (ع) واجبٌ على الجميع.

ما تشهده الضاحية في مثل هذه الايام تسابقٌ على خدمة المعزين، عملاً بقول الله تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}. حتى العاشر من محرم وبعضها ليوم الثالث عشر ستستمر المضائف في مشهد يؤكد ان السخاء على المعزين ما هو الا نقطة ببجر عشق اهل الضاحية لرسول الله (ص) وأهل بيته (ع).

 

 

 

 

 

إخترنا لك

مادة إعلانية

الأكثر زيارةً

Script executed in 0.016489028930664