إصابات جديدة في اشتباكات مخيم عين الحلوة... ومساعي وقف إطلاق النار لم تصل إلى خواتيم سعيدة بعد
لم تهدأ وتيرة الإشتباكات في مخيم عين الحلوة قليلا خلال ساعات الليل الأخيرة حتى تجددت المعارك مع طلوع الشمس بوتيرة متسارعة عن ذي قبل. الاشتباكات العنيفة داخل مخيم عين الحلوة تدور في هذه الأثناء على محور جبل الحليب حي حطين، حيث تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، كما تركز تبادل إطلاق النار على جهة محطة جلول وحي الطوارىء.
وفي حصيلة الاشتباكات، أفاد مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور رياض ابو العينين بأنه "تم إدخال 11 إصابة من مخيم عين الحلوة منذ الصباح، بينها اصابة حرجة". وكان المستشفى قد استقبل يوم أمس 25 إصابة ليرتفع العدد الاجمالي للجرحى الى 36 اصابة. بالإضافة إلى الخسائر البشرية، أفيد أيضا عن خسائر مادية في البيوت والسيارات، وجرى الحديث عن تدمير 40 شقة سكنية بشكل كلي في المخيم.
ولم تقتصر الخسائر المادية على داخل مخيم عين الحلوة، إذ سقطت قذيفة صاروخية في حسبة صيدا جنوبي المدينة، كما يتخوف الأهالي من التجول في الأحياء والشوارع المجاورة نتيجة سقوط الشظايا والرصاص الطائش، التي اصابت أحد المواطنين بجروح في منطقة القياعة.
في المقابل، فتحت وكالة "الاونروا" عددًا من مدارسها في مدينة صيدا، لإيواء العائلات الفلسطنية النازحة من عين الحلوة نتيجة الاشتباكات الدائرة.
وينفذ الجيش اللبناني المزيد من التدابير الأمنية والعسكرية في محيط مخيم عين الحلوة لحماية مراكزه والسكان القاطنيين في المنطقة.
وصباح اليوم الاثنين تراجعت حركة السير في شوارع المدينة في وقت لا يزال فيه الطريق الرئيسي المتاخم للمخيم عند المدخل الجنوبي مقفلًا أمام السيارات لأسباب أمنية من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي بعدما تم تحويل السير من وإلى الجنوب عبر الكورنيش البحري في صيدا.
وعلى وقع اشتداد الاشتباكات، عُقد اجتماع في مستشفى "الهمشري" بصيدا ضمّ؛ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الدكتور باسل الحسن حيث جرى البحث في الوضع الأمني بالمخيم.
وفي بيان تلاه عقب الاجتماع أكد أبو العردات "ما ورد في موقف الرئاسة الفلسطينية والموقف اللبناني"، مشددًا على "استمرار التنسيق والتعاون بين لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني والسفارة الفلسطينية وهيئة العمل المشترك من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة والصعبة وتثبيت الاستقرار الأمني في المخيمات وبسط سيادة الدولة".
ولفت إلى "عدم السماح لزمر الفتنة بالعبث بالروح الأخوية التي تجمع بين القيادات اللبنانية والفلسطينية والشعبين اللبناني والفلسطيني"، مؤكدًا أن "التطرف هو أحد أخطر الآفات في مجتمعاتنا".